في عشاء سياسي بالغ الأهمية سيتضح في أقرب أجل ممكن انه استهدف تثبيت توازنات سياسية جديدة، فقد استضاف الوزير والنائب السابق هاشم الدباس في دارته في مدينة السلط عشاءا ضم نخبة من الساسة والوزراء والنواب، على شرف رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، ورئيس البرلمان الأسبق، والنائب الحالي عبدالهادي المجالي، إذ تخلل العشاء السياسي الإستثنائي حوارا سياسيا مباشرا بين النسور والمجالي على ما تراكم بينهما طيلة الأشهر الماضية من ملاحظات نقدية متبادلة على أداء الحكومة والبرلمان معا، إذ أدار الحوار السياسي بينهما النائب معتز أبو رمان الذي أكد مرارا خلال اللقاء أن الشيخ أبو سهل هو قامة برلمانية يصعب تجاهلها أو القفز عنها، مؤكدا أن المجالي هو مرجعية برلمانية تحظى بإحترام وتقدير الجميع داخل البرلمان، عدا عن كونه يرأس كتلة برلمانية وازنة.
واستمع رئيس الحكومة لكلام مباشر وقوي نقديا لبعض مفاصل الأداء الحكومي، إذ شدد المجالي أنه لا ينتقد الحكومة من أجل التشويش السياسي على رئيسها، كما يتهم، بل أنه يحترم رئيس الحكومة بشكل كبير، ويكن له كل التقدير لعطائه الوطني طيلة العقود الماضية، ومن مختلف المواقع، إذ قال المجالي أنه شخصيا عمل عن قرب مع النسور حينما كان رئيسا لهيئة الأركان المشتركة، بينما كان النسور مديرا للموازنة العامة، وأنه لمس تعاملا راقيا وإستثنائيا من رجل دولة من طراز فريد إذ أكد المجالي على ضرورة أن تتلاقى الجهود نحو تحالف سياسي كبير من أجل مصلحة الدولة الأردنية، التي لا ينبغي أن تكون فوقها أي مصلحة، كما شدد المجالي على إعادة الإعتبار للحياة الحزبية في الأردن، مبديا دفاعا من نوع خاص عن السلوك البرلماني سياسيا الذي اعتبره المجالي بأنه من أجل المصلحة العامة، مشيدابأن النسور يأخذ كل الكلام والإنتقادات البرلمانية بصدر رحب، لأن أجزاء كبيرة منه تقوي أداء الحكومة، قبل أن يتوقف بقوة عند ضرورة أن تتحد كل رجالات الدولة خلف الأردن صونا لمستقبله، ودرءا للأخطار التي تتربصه.