من سمح لـ»ألبسة» بالتسلل تحت قبة الشعب ونوابه .. من طلب منها أن تدخل بلا استئذان تحت القبة .. هل سمعت عن قانون اللامركزية وأرادت أن تستمع لنصوصه وفقراته ؟
«البسس».. حيوانات أليفة وغير مؤذية ، عطوفة .. قريبة الى قلوب البشر، و هي حفيدة النمور .. فإذا ما فاجأها خطر فإنها تعود الى أصولها وتتحول الى نمر هائج .
لكن إجماع موظفي مجلس النواب على أن القطة -ما غيرها- كانت «مؤدبة» وأليفة « وبنت ناس» .. فلم يسجل في تاريخها اعتداءً على المال العام .. ولم يسجل في تاريخها انها ميزت ابناءها عن أبناء القطط الأخرى .. ولم يسجل في تاريخها أنها مارست أي عنف تحت القبة ، فلماذا تطرد بهذا الشكل المهين؟!
تضاربت الأنباء حول مصير «القطة» غير أن موظف المجلس الذي تولى التخلص منها الى خارج القبة أكد للصحافيين أن القطة بخير .. وأنه قد تضرر وجرح من «خرمشة» القطة .. بمعنى أن القطة أصبحت «معتدية» .. والإنسان اصبح «الضحية» !
ثمة عداء جيني بين القطط والإنسان .. فمصير قطط الشوارع غالبا ما يتنهي بضربة بالحجارة من أولاد الحارة .. واذا ما اقتربت القطة من «بني آدم» من قبيل الاحتماء فإن مصيرها بالتأكيد هو «الشلوت»!!
قطة المجلس عزيزة علينا ، ويجب التعامل معها برفق ومودة ، لأنها مدللة .. فلا تهينوها ، ولا تضربوها .. ولا تخرجوها من المجلس بحملها من «ذيلها» .. ما هو الأذى الذي يمكن ان تحدثه القطة تحت القبة .. قطة مسالمة تريد أن تستمع الى ما يتداوله النواب بمشروع قانون اللامركزية .. لأن القانون يهمها .. تريد أن تعرف مصير القطط في هذا القانون .. تريد أن تفهم ما معنى اللامركزية .. أو بعد كل ذلك تحمل من «ذيلها» ويلقى بها خارج القبة؟!
لا بد من إعادة النظر بالتعامل مع «البسس» .. فلها حقوق وعليها واجبات .. لديها مصير مشترك .. ولغة مشتركة .. وتاريخ مشترك .. سنرى قريبا اتحادا للقطط يعمل على إعادة حقوقه من مغتصبيه .. فيما العرب ينظرون إلى «قططهم» .. لكنهم لن يستطيعوا هذه المرة التعامل معها بـ»الشلوت».عن الدستور